القثطرة القلبية هي طريقة فحص تمكن الأطباء من تقييم شكل ووظيفة العضلة القلبية بأجوافها وصماماتها، وتكشف التشوهات القلبية الخلقية وأمهات الدم، والخثرات الدموية، بالإضافة إلى كونها الطريقة المثلى لفحص شرايين القلب وكشف تضيقاتها.

تمكن القثطرة القلبية من قياس مستوى ضغط الدم ومعدل تدفقه أعلى وأسفل مستوى الصمام الأبهري محددة بذلك مقدار تضيقه إن كان كذلك، وهذا الأمر ضروري جداً لمعرفة ما إذا كان الصمام بحاجة لإجراء الجراحة أم لا. 

تجرى القثطرة القلبية في المستشفى، إذ على المريض أن يصوم لمدة لا تقل عن ثماني ساعات قبل الشروع في إجرائها، ويلبس المريض لباساً خاصاً ويعطى قبل المباشرة بها مخدراً بسيطاً، لكنه يبقى واعياً مستيقظاً حتى يتجاوب مع الطبيب بأخذ نفس عميق أثناء تصوير القلب لإظهار الصورة بشكل أفضل، كما يعطى سوائل خاصة عبر الوريد، وتراقب ضربات قلبه، ويجرى له تخطيط مستمر لكهربائية القلب.

ينتقى لإجراء القثطرة شريان في الذراع أو الساق، وعلى الأغلب في المنطقة الإربية (الشريان الفخذي)، حيث يتم إدخال سلك القثطرة عبره إلى داخل القلب أو إلى أي أوعية أخرى يراد فحصها وتنظف منطقة الدخول بمواد معقمة وتخدّر موضعياً فلا يشعر المريض بأي ألم.  وعندما يصل سلك القثطرة للمكان المطلوب، تدفع صبغة خاصة عبر الشرايين لأخذ صورة لها بالأشعة السينية (أشعة X)، ويراقب الطبيب المختص الصورة التي تظهر على شاشة تليفزيونية خاصة، ثم يسحب سلك القثطرة بعد انتهائه.   يتم الضغط على منطقة دخول القثطرة لمدة تتراوح بين 20 – 30 دقيقة، ثم يوضع عليها كيس من الرمل لمدة ست ساعات – على المريض أثناءها ألاّ يغادر سريره أبداً – وتقاس العلامات الحيوية له (من ضغط وحرارة ونبض) باستمرار كما يفحص مكان دخول القثطرة لأكثر من مرة للتأكد من عدم حدوث أي مضاعفات كالنزيف أو الالتهاب، وقد يحتاج المريض أحياناً لأخذ مسكن للألم.

إن القثطرة القلبية، إجراء شائع وسليم، إلا أن هناك بعض المضاعفات النادرة جداً والتي قد تحدث بنسبة 1/1000 ويجب ذكرها، فقد يخترق سلك القثطرة أحد الخثرات أو الترسبات المتوضعة في أحد الشرايين على طريقه مطلقاً إياّها في مجرى الدم ومؤدياً في حالات نادرة جداً لأذية كلوية أو قلبية.  إن احتمال حدوث مثل هذه المضاعفات هو احتمال ضئيل خاصة عند صغار السن والمتمتعين بصحة جيدة، ولكنه يزداد بتقدم السن وعند الذين يعانون من أمراض خطيرة ومزمنة.

Similar Posts